تاريخ المعاليا

تاريخ المعاليا(حسن محمد مضوي ملامح من قبيله المعاليا)
يُروي أنهم دخلوا السودان وإفريقيا عبر ميناء سواكن ومصوع وعقيق وخليج
العقبة . و الأخير أصح الروايات ولوجاً إلى مصر مع جويش المسلمين الفاتح
بأموالهم وإبلهم وذويهم وإسلامهم فاستقروا بعد الفتح هُنيهة لكن الترحال سابحٌ
في كُريَّات دمائهم فهو مسرح تشتارُ من سوحِّهِّ إبلهم الجديد المفيد من العشب
والشجر ووفير الماء والسماءُ طلقٌ نسيمها ويطلقون هم العنان لأبصارهم
وأخيلتهم عبور إمتداداته المختلفة الألوان ليُضفي على روح الفرد منهم حياة
وسعادة ومُلاءة مقفَّاةً يتنسَّمونها فترتاح القلوب . لهذا إمتدت مسيرتهم إلى شمال
وشمال شرق إفريقيا. لكن بعضهم آثر الإتجاه غرباً وقد إستقر بعض منهم فى
صعيد مصر . ويستمر عبر النيل آخرون حتى الخرطوم والنيل الأزرق
وآخرون بالصحراء حتى سواكن وطوكر فإرتريا والحبشة لتخرج من مجموعة
النيل الأزرق جماعتان الأولى إستقرت وصاهرت البني عامر )في رواية( فنشأ
بهم فرع مهمٌ إسمه بيت معلا )أحد قبائول المعلوت الخمس العامرية من بني –
عامر بن صعصعة( ذلك في حوالى العام 1450 م .
والمجموعة الثانية إتجهت صوب مملكة الفور ليستقبلها السطان إبراهيم قرض
محترماً فيها تدينها وحُسن معاشرتها التي وافقت هو عنده وعند أهلنا الفور
فأقطعهم الحواكير وعين منهم الشيوخ ) رجال الدين ( والمشائخ )إداريون للقُري
( والقواد بالجيش والوزراء وأهل المشورة المقربين حتي شاركوا في الدفاع ضد
أعداء المملكة قديماً وضد الإستعمار البريطاني ثم الإنجليزي المصري حديثاً
وإنتهي بأغلبهم الحال في القرن السابع عشر بمنطقة شكا الممتدة. ويفصلها عن
غيرها من الجيران خط معروف عبر التاريخ يبتدئ من نقطة تقوع بين قرية
صِّليعة وقرية معالي المسمَّاة باسم جد المعاليا ويسمى هذا المكان )قوز بيضه(
شمال خط السكة الحديد إلي جنوب قرية أم ورقات شرقاً لينثني إلى الجنوب
الشرقي حتي شمال عِّد الضعين )مكان لظعن العرب الرحل آنذاك( ثوم قرية
كريُو غرب قرية مِّقيرنات ثم النَّجِّم فالدَّكادِّك جنوب أبو جابرة )قرية الشيخ ود
سلمان الخابوري ( شمال بحر العرب وحتى شارع دينقا )بلاد المسيرية( ليتجة
شمالاً مروراً بالتبون حتى دار حمر فى أم ديبون ثم يتجه الخط مقوَّساً للشمال
والشمال الغربي ليحتضن داخله مواقع حدودية مثل فرجوخ )شق معلا( والليون
وفِّتاحة )ود قِّنجة( وحدود دار برتي شمالاً حتى شمال كِّليكلي أبو أم سلامه قرية
شيخ المعاليا محمد بك أبوأم سلامة .
ليكمل الإستدارة في قوز بيضه حيث حدود البِّرقّد . ويقع جنوب هذا المكان
حُلفاء المعاليا آنئذٍ عرب الرزيقات الرحَّل . وتحتضن هذه المساحة المعاليا وهي
المسمَّاه ب)منطقة شكا( .
و هذه المساحة الواسعة مقسومة لحواكير أهداها السلطان محمود الفضل ثم
السلطان على دينار لشيوخ المعاليا إكراماً لمكانتهم الدينية والفكرية مثل الشيخ
الفكي أم بدي ونظراهه . وتوجد هذه التصاديق الصادرة بأمر سلطاني في دار
الوثائق المركزية الخرطوم .